رياضة من حرّض السلامي على تعكير مزاج عبد الناظر؟
نتذكّر منذ موسمين في حوار جمعنا في «أخبار الجمهورية» بمنصف السلامي حين كان رئيسا للنادي الصفاقسي أنّ هذا الاخير اعترف لنا بكونه لن يواصل تحمّل هذه المسؤولية الجسيمة بحكم تعدّد مشاغله المهنية وكذلك بالنّظر الى متاعبه الصحية وسنه المتقدمة التي لم تعد تسمح له إنذاك بالتردّد باستمرار على عاصمة الجنوب، ورغم كلّ المحاولات التي قام بها وقتها «الصفاقسية»لإقناع هذا الرجل الذي لم يبخل على «السي-آس-آس» بالدعم والمساندة بمواصلة مهامه وتثبيته في مكانه، إلّا أنّه (أيّ السلامي) أصرّ على الانسحاب ليترك مكانه للطفي عبد الناظر الذي بمجرّد أن تسلّم مهامه تواصل مع منصف السلامي بشكل حضاري وأصرّ على لمّ شمل العائلة الموسعة للنادي الصفاقسي وزرع روح جديدة في «جوفنتس العرب» الذي تحوّل في عهده الى قوّة ضاربة أتت على «الأخضر واليابس» محليا وقاريا وأصبح النادي الصفاقسي مصدر اعجاب الجميع بفضل النقلة النوعية التي أحدثها رجل الألقاب لطفي عبد الناظر الذي كان وجهه طالع خير على «السي-آس-آس» بدليل أن النادي حاز على عديد الالقاب والتتويجات في شتى الاختصاصات في ظرف وجيز .
كل ناجح محسود
هذه النجاحات يبدو وأنها أزعجت بعض الأطراف التي تجنّدت إلى احداث الفتنة وتعميق الهوّة بين السلامي وعبد الناظر والحال ان هذا الأخير كان يصرّ دائما على عدم الانحراف على الطريق السويّة ولم يشأ يوما القدح في منصف السلامي أو تقزيمه لإيمانه أن هذا الأخير بصفته رئيس اللجنة العليا للدعم لا يجوز لأيّ كان أن يقدح فيه أو في حبّه للنادي الصفاقسي.. إذن ما الذي جعل السلامي يفاجأ الجميع ويعلن عن ترشحه لرئاسة «السي-آس-آس» في الموسمين القادمين؟
صحيح أنه من حقّ منصف السلامي أن يترشح لمثل هذه المهمة، لكن الثابت أيضا أن هذه المفاجأة ليست بريئة وأن هناك أطراف قد تكون لا تودّ الخير للنادي الصفاقسي سعت إلى تحريض منصف السلامي على تعكير مزاج الرئيس الحالي لطفي عبد الناظر بعدما ملؤوا رأس الرّجل الأول بأوهام وحكايات من وحي خيالهم وقد لا يكون عبد الناظر على علم بهذه «السّفاسف»، لكن «أولاد الحلال» استنبطوا في هذا التوقيت ورقة منصف السلامي لمحاربة عبد الناظر ومن وراءه الجمعية ككلّ وهي التي (أي الجمعية) تحتاج الى الرجلين معا كل في موقعه بعيدا عن أيّ تجاذبات قد تعود بالوبال على النادي الصفاقسي الذي يحتاج في هذا الظرف الى الإستقرار الإداري ثم بعد نهاية سباق أمجد الكؤوس الافريقية سيكون للحديث بقيّة.
فهل تنزاح هذه السّحب في القريب العاجل ليواصل لطفي عبد الناظر تنفيذ برامجه التي تخدم مصالح النادي الصفاقسي في الموسمين القادمين ويبقى منصف السلامي ثابتا في موقعه كرئيس للجنة العليا للدّعم ليفيد الهيئة بخبرته وأفكاره البنّاءة؟ هذا ما يتمنّاه الغيروين على النّادي الصفاقسي.
الصحبي بكار